* فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى ، كنا نستمتع بمشاهدة ثلاثة أفلام فى بروجرام واحد ، فى دور سينما الشرق وستار وريو وايزيس والحلمية واولمبيا ، نظير ٣٥ مليما قيمة تذكرة الصالة إذا كانت الأحوال ميسرة أو ٢٥ مليما قيمة تذكرة الترسو إذا كانت الحالة جيم والأمور متعسرة.
* فى عام ١٩٧٣ التحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة وكم كانت فرحتى عندما حصلت على ما مجموعه ٣٦ جنيها (قيمة مكافأة التفوق عن ثلاثة شهور علما بأن القيمة الاجمالية للمكافأة كانت ٨٤ جنيها بواقع ١٢ جنيها عن ٧ شهور دراسية) مما مكننى من شراء هدايا لأفراد أسرتى وشراء ملابس جديدة لنفسى.. وكم كانت صدمتى عندما علمت أن مكافأة التفوق فى الثانوية العامة ما زالت كما هى ونحن في الألفية الثالثة والقرن الواحد والعشرين.
* فى عام ١٩٧٤ حزنت حزنا شديدا عندما حرمت من مكافأة التفوق لأني فشلت فى الحصول على تقدير جيد جدا واكتفيت بالحصول على جيد، وكم كانت فرحتى عندما تمكنت من الالتحاق بالعمل فى شركة القاهرة للادوية قسم العلاقات العامة خلال شهور الصيف بمرتب شهري ١٠ جنيهات.
* فى عام ١٩٨١ أكرمنى الله سبحانه وتعالى بالتعرف على زوجتى وخطبتهابشبكة اشتريتها من أحد محلات الصاغة ، كانت عبارة عن اسورتين ودبلتين ، دفعت ٤٢٠ جنيها ثمنا لها (كان هذا المبلغ نتاج ادخاري من مرتبى فى ثلاثة جهات بالتوازي هى الهيئة العامة للاستعلامات والشئون السياسية بالاذاعة والقسم الخارجى من صحيفة المساء).
* فى عام ١٩٨٢ شددت الرحال الى مدينة الرياض للعمل فى صحيفة الجزيرة السعودية ، وكم كانت فرحتى عندما قبضت بدل السكن ، وكان نحو ٩ آلاف ريال سعودي ، أرسلت معظمها إلى اشقائي فى مصر وكدت أطير من السعادة عندما أخبرونى أنهم نجحوا فى تغيير الريال السعودي بـ ٢٥ قرشا أي ربع جنيه.
* فى عام ١٩٨٥ وخلال عملى فى صحيفة الجزيرة السعودية بالرياض تمكنت من حجز سيارة نصر فيات ١٢٨ من وكيل شركة النصر للسيارات فى السعودية مقابل ألف دولار، بالإضافة إلى ألف جنيه دفعها أخي ، وهو يتسلم السيارة بتوكيل منى (كانت هذه ثانى سيارة امتلكها فى حياتى بعد سيارة الفولكس واجن بيتلز التى اشتريتها مستعملة فى السعودية بمبلغ ٢٠٠٠ ريال)
* فى عام ١٩٩٨ تمكنت من امتلاك أول شقة لى فى القاهرة الكبرى ، وبالتحديد فى شارع الشهيد أحمد حمدي بفيصل مقابل ١٨٠ ألف جنيه بالتقسيط (علما بأن مساحة الشقة كانت ١٨٧ مترا وتسلمتها على المفتاح بتشطيب جيد جدا)
* فى عام ٢٠٠١ وعقب عودتى للقاهرة من مهمتى ، كرئيس للمكتب الاعلامى بالسفارة المصرية فى الجزائر العاصمة ، كدت أطير من الفرحة عندما تمكنت بمساعدة صديق من تغيير الدولار الامريكى بـ ٤ جنيهات بالتمام والكمال من إحدي شركات الصرافة فى شارع عدلى ، وبمساعدة صديق تمكنت من شراء سيارة دايو لانوس بمبلغ ٤١ الف جنيه (بعتها بعد نحو ١٠ سنوات بمبلغ ٤٥ ألف جنيه وكانت هذه من المرات القليلة التى احقق فيها الربح من البيع والشراء)
* فى عام ٢٠١١ عندما عدت الى القاهرة بعد انتهاء مهمتى كرئيس للمكتب الاعلامى بالسفارة المصرية فى أبو ظبي كدت اطير من الفرح عندما غيرت الدرهم الاماراتى بـ ١٥٠ قرشا أي جنيه ونصف ..
* فى عام ٢٠١٥ أحلت للمعاش بعد أن بلغت السن القانونية للتقاعد ، وكم كانت دهشتى عندما قالت لى موظفة التأمينات والمعاشات: ألف ألف مبروك يا افندم ، معاشك من أكبر المعاشات حيث حصلت على معاش شهري ١٤٢٠ جنيها (مع الزيادات السنوية على مدي سبع سنوات وصل معاشى فى مارس ٢٠٢٢ الى اكثر قليلا من ٣٢٠٠ جنيه)
* فى عام ٢٠١٦ أكرمنى الله سبحانه وتعالى بأداء العمرة وزيارة المدينة المنورة بصحبة شقيقى وابني وتكلفت عمرتنا نحن الثلاثة نحو ٢٠ ألف جنيه.
* فى عام ٢٠٢٢ انفجرت مندوبة مبيعات عقارات العاصمة الادارية فى الضحك الهستيري عندما أبلغتها بأن إمكانياتى لا تسمح إلا بدفع ٢٠٠ ألف جنيه ، كمقدم لحجز شقة فى العاصمة الإدارية ودفع قسط شهري من ٢٠٠٠ الى ٣٠٠٠ جنيه ، وقالت لى وهى تقاوم ضحكتها: يا افندم ٣٠٠٠ جنية قسط ثلاجة أو تليفون محمول ، وليس قسط شقة فى العاصمة الإدارية الجديدة!
----------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
من المشهد الأسبوعي